الضمير لا يحتاج شهودًا لكنه يُنقذ صاحبه دائمًا
المقدمة
في عالمٍ يزداد صخبه يوماً بعد يوم، وتغلب عليه المصالح الشخصية والمادية، أصبحت
القيم
الأخلاقية تعاني من تراجع
ملحوظ. وبين هذه القيم، يبرز "الضمير" كأحد أندر الصفات التي قد يحملها الإنسان.
فكثيرون يتحدثون عن المبادئ،
والقيم، والعدل، لكن القليل من الناس فقط يملكون ضميرًا حيًّا يوقظهم من غفلتهم،
ويحاسبهم
قبل أن يحاسبهم الآخرون.
ولذلك، جاءت الحكمة القائلة: "الضمير شيء نادر لا تجده في كل إنسان" لتُعبّر بدقة عن
واقع نعيشه، وتجسد قيمة داخلية
شرح الحكمة
الضمير هو الصوت الداخلي الذي يُميّز به الإنسان بين الصواب والخطأ، وهو البوصلة
الأخلاقية التي
تهديه في حياته
وتوجه أفعاله. الضمير ليس شيئًا يُكتسب بالتعليم فقط، بل هو نابع من تربية سليمة،
وتجارب
حياة، وإيمان عميق بالقيم
في كثير من المواقف، نجد أشخاصًا يتصرفون بأنانية، أو يخدعون غيرهم، أو يتجاهلون
الخطأ رغم
وضوحه، وهنا نُدرك.
أن الضمير غائب. بينما من يمتلك ضميرًا حيًّا، يشعر بالذنب إذا أخطأ، ويبادر بالاعتذار،
ويحاول إصلاح ما أفسده، حتى
الضمير لا يحتاج إلى قانون، لأنه أقوى من أي عقوبة، وقد يمنع الإنسان من الخطأ حتى لو
كان في
الخفاء. لكن للأسف،
لا يسمعون له، أو اختاروا تجاهله لمصلحة أو منفعة مؤقتة.
أمثلة من الواقع
- الموظف الذي يرفض الرشوة رغم إغراء المال، هو
شخص حيّ الضمير.
- الطالب الذي لا يغش في الامتحان حتى لو استطاع،
هو شخص يقدّر ضميره قبل الدرجات.
- التاجر الذي يرفض الغش في الميزان أو في جودة البضاعة، رغم أنه قد لا يُكتشف أمره، هو نموذج للضمير النادر في هذا العصر.
الخاتمة
الضمير ليس مجرد كلمة نتداولها، بل هو مسؤولية عظيمة يحملها كل من اختار أن يكون
إنسانًا حقيقيًا.
ورغم أن الضمير
أصبح نادرًا في هذا الزمن، إلا أن وجوده يغيّر العالم من حولنا. فلو أن كل إنسان استمع
لصوت ضميره، لاختفى الظلم،
فلنجعل من أنفسنا قدوة، ولنعمل على إحياء الضمير داخلنا، فهو أثمن ما نملك، وأصدق ما
يدل على إنسانيتنا