حسن حسني نجم الكوميديا الذي رحل بصمت وبقي في القلوب

 حسن حسني نجم الكوميديا الذي رحل بصمت وبقي في القلوب
المؤلف عالم عبدالرحيم

 

حسن حسنى صانع البهجة وشيخ الكوميديا الذي لم يأخذ حقه إلا بعد الرحيل

المقدمة

في ذاكرة الفن المصري، أسماء لا تُنسى، وأدوار تعيش في وجدان الناس، ليس فقط بسبب

 الضحك أو الدموع، بل لأنها .


ببساطة كانت مرآة لحياتهم. من بين هؤلاء، يبرز اسم حسن حسني، ذلك الفنان الذي لم يكن

 بطلًا أولًا على الورق، لكنه

 

كان البطل في قلوب الجمهور، ذلك العملاق الذي أضحكنا وبكّانا، ورافق أجيالًا كاملة في

 رحلتهم مع السينما والدراما. هو

فنان من طراز خاص، عشق المسرح، وأخلص للكاميرا، وأحب الناس، فأحبوه بلا حدود.



  المقال

ولد حسن حسني في 19 يونيو 1931 بحي القلعة في القاهرة، ونشأ في أسرة بسيطة، لكنه

 سرعان ما خطف أنظار الجميع .


بموهبته الكوميدية الفطرية، التي ظهرت مبكرًا في المسرح المدرسي. لم يكن طريقه

 مفروشًا بالورود، بل كانت بدايته .

 

شاقة، تنقّل فيها بين أدوار ثانوية على المسرح، وعمل موظفًا في بداية حياته ليستطيع إعالة

 أسرته بعد وفاة والده في سن مبكرة.


كانت المسرحيات العسكرية التي شارك فيها خلال فترة خدمته في الجيش بوابته للتمثيل

 المحترف، حيث انتقل بعدها إلى مسرح الحكيم، ثم مسرح الطليعة، وهناك قدّم عروضًا

 نالت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء، منها "كلام فارغ"و"ع الرصيف".


لكن الانطلاقة الحقيقية لـ"عم حسن" كانت في الدراما التلفزيونية والسينما خلال فترة

 التسعينات، حين أصبح "السنيدالذهبي" لأبرز نجوم الجيل الجديد، مثل محمد هنيدي،

 وأحمد حلمي، وكريم عبد العزيز، وأحمد السقا.

قدّم حسن حسني أدوارًا لا تُنسى في أفلام مثل:

  • "أفريكانو" بدور محامى 2021.
  • "اللمبي" بشخصية الأب الطيب الحازم 2003 .
  • "كتكوت" حيث كان صاحب نَفَس كوميدي خاص 2006 .
  • و "خالتي فرنسا  الذي أظهر فيه قدرته على المزج بين الكوميديا والسخرية الاجتماعية2004 .

وما يميّز حسني أنه لم يكن مجرد ممثل يؤدي دورًا مكتوبًا، بل كان يُضفي على كل

 شخصية روحًا جديدة، ويمنحها بُعدًاإنسانيًا مختلفًا. لم يكن يعتمد على "الإفيه" فقط، بل

 على الكاريزما العفوية، والصوت الدافئ، ونظرات تحمل في طياتهاقصة عمر.


ورغم مشاركته في مئات الأعمال، لم يحصل حسن حسني على التكريم اللائق في حياته،

 وهو ما أثار استياء جمهوره

وزملائه. وقد قال في أكثر من لقاء: "أنا اتكرّمت لما الناس ضحكت وبكت معايا، ده أحلى وسام."

 عطائه، فلم يعرف يومًا التقاعد، بل ظلّ يعمل ويضحك ويحب الحياة حتى آخر نفس.

 


الخاتمة

في فجر يوم السبت الموافق 30 مايو 2020، ترجل الفارس الهادئ حسن حسني عن

 جواده بعد أن قدّم للفن كل ما يملكمن صدق وإخلاص. جاءت وفاته إثر أزمة قلبية

 مفاجئة، أودت بحياته بعد ساعات قليلة من دخوله مستشفى دار الفؤاد.

 

ورغم رحيله الجسدي، لم تغب صورته عن القلوب، ولم يخفت صوته في ذاكرة محبّيه، فقد

 عاش حسن حسني نجمًا لاتغريه الأضواء، وفنّانًا لا يطلب التصفيق، لكنه كان يستحقه في

 كل مشهد وكل ضحكة وكل دمعة.

 

رحل من أحب الفن حتى آخر لحظة، رحل وهو يعمل ويعطي بلا توقف، كأنما كان يعلم أن

 البقاء الحقيقي يكون بما نتركهخلفنا، لا بما نعيشه فقط. سيبقى حسن حسني رمزًا للبساطة

 والعبقرية، ومدرسة في الأداء العفوي الذي يصل إلى القلب بلااستئذان.


رحم الله الفنان الكبير حسن حسني، وأسكنه فسيح جناته.

تعليقات

عدد التعليقات : 0