عندما يتغير القلب.. يكون الأوان قد فات
مقدمة مقال
قلبٌ يتحمل كثير لكنه حين يتغير لن يعود كما كان
القلب هو أعجوبة المشاعر ألبشرية يحمل الحب والجنين ويتحمل الألم والصدمات. لكن هناك حدًّا لكل شيء حتى لقلوبٍ
اعتادت الصبر والتسامح. فالقلب الذي يسامح كثير ويتحمل فوق لطاقته يصل في النهاية إلى نقطة اللاعودة، حيث تتبدل
مشاعره، وتتغير نظرته، ولا يعود كما كان أبدًا. فهل فكرت يومًا كيف تؤثر تصرفاتك في قلوب الآخرين؟ وهل تدرك أن
بعض الجروح لا تُشفى مهما حاولت الاعتذار؟
الحياة مليئة بالمواقف التي تختبر صبرنا وقوة تجملنا خاصة في العلاقات الإنسانية. هناك قلوب تمتلك سعة صدر هائل
تتجاوز ألأخطاء وتتغاضى عن ألزلات وتعطي بلا مقابل ولكن... حتى هذه القلوب لها حد.
ماذا تعني هذه ألحكمة
عندما يكون الإنسان صبورًا ومتسامح قد يعتقد الآخرون أن بإمكانهم الاستمرار في إيذائه أو استغلاله
دون عواقب. لكن
الحقيقة أن القلب ليس آلة بلا مشاعر بل هو كائن حيّ يتألم يرهف وقد يُجرح لدرجة تجعله يقرر التغيير.
وحين يصل إلى
هذه ألمرحلة فإنه لا يعود كما كان أبدًا.
قد يصبح أكثر حذر أكثر تتحفظا وربما أكثر برودًا في مشاعر ليس ككراهية بل حماية لنفسه من الألم
الذي تسببت فيه
التجارب السابقة. فالذي كان يسامح بسهوله قد يصبح غير مبال والذي كان يعطي بلا حسان قد يصبح
حريصًا على من
يستحق عطاياه.
لماذا لا يعود القلب كما كأن
لأن الجروح تغير ليس فقط في طريقة تعاملنا مع ألآخرين بل حتى في رؤيتنا لأنفسنا. إنها دروس قاسيه
لكنها تجعلنا أكثر
نضجًا ووعيًا بقيمة أنفسنا.
الخاتمة
عزيزي القارئ، القلب ليس آلة يمكن إعادة ضبطها بضغطة زر بل هو كيان حيّ يتأثر ويشعر ويتغير. لا تأخذ صبر
القلوب عليك كأمرٍ مُسلّم ن فحين يصل القلب إلى مرحلة ألتغيير لن تنفع كلمات الأسف ولا محاولات الرجوع. كن حريصًا
على مشاعر من يحب ولا تجعلهم يصلون إلى لحظة يتحول فيها الحنان إلى برود والمسامحة إلى نسيان.
عزيز لا تسمح لأحد بأن يستهلك طيبتك حتى تنهار. كُن كرينا لكن بحكمة. سامحي لكن لا تنسَ. ولا تخف من أن تتغير إذا
لزم ألأمر فبعض التغييرات تحمينا من أن نُكسَر مرة أخرى.
إليك هذه الرسالة
لا تعتقد أن تغيرك يجعلك شخصًا شيئا بل هو علامة على أنك تعلمت من أخطائك. لا تخف من أن تصبح أكثر حذر أكثر
انتقائي وأكثر وعيًا بمن يستحق وجودك في حياته. قلبك ثمين فلا تجعله مأوى لمن لا يقدّره.
اخبرني في التعليقات