كن بحرًا لا نهرًا: سر القوة في اختيار من يدخل قلبك

عالم عبدو
المؤلف عالم عبدو

  

بين العمق والسطحية سر بقاء القلوب الصادقة كالبحار

 المقدمة

بين العمق والسطحية سر بقاء القلوب الصادقة كالبحار                                 

الحياة مليئة بالتجارب والعلاقات التي تترك أثرًا عميقًا في نفوس ومع كل لقاء وكل موقف نمنح جزءًا من مشاعرنا لمن

حولنا. لكن هل فكرت يومًا في كيفية حماية قلبك من أن يكون مجرد محطة مؤقتة لكل عاير الحكمة التي تقول"لا تجعل

 قلبك مثل النهر يشرب منه ما يشاء اجعل قلبك مثل البحر لا يشرب منه إلا من يغرق فيه" تحمل معنى عميقًا حول أهمية

 

انتقاء من نمنحهم مشاعرنا ونعطيهم مساحة في حياتنا  والقلب هو جوهر ألإنسان فهو مستودع المشاعر والأحاسيس

وهو الذي يحدد كيف نتفاعل مع العالم من

حولنا. هناك قلوب كالأودية ألمفتوحة يمرّ بتا الجميع ويأخذون منها ما يشاء وقلوب أخرى كالمحيطات

ألعميقة لا يصل إليها إلا من يستحق. ومن هنا تأتي هذه الحكمة العميقة"لا تجعل قلبك مثل النهر يشرب

منه ما يشاء اجعل قلبك مثل البحر لا يشرب منه إلا من يغرق فيه."

 

لكن ما المعنى الحقيق وراء هذه ألكلمات وكيف يمكننا تطبيقها في حيىتنا هذا ما سنتعرف

 


الشرح والمعنى

تدعو هذه الحكمة إلى عدم جعل القلب متاحًا للجميع تمامًا مثل النهر الذي يستطيع أي شخص أن يشرب منه بسهولة

ويمضي دون أن يترك أثرًا أو يتحمل مسؤولية. إذا كنت تمنح قلبك لكل من يمر في حيىتك فقد تجد نفسك في دوامة من

المشاعر ألمشتتة حيث يمر الكثيرون دون أن يقدّروا قيمتك.

 

أما ألبحر فهو واسع وعميق لا يستطيع أي شخص أن يشرب منه بسهوله بل من يغامر ويدخل إلى أعماقه يكون قد قرر أن

يغرق فيه بكل مشاعره وكيانه. وهذه إشارة إلى ضرورة وضع حدود لعلاقاتنا العاطفية والاجتماعي بحيث لا نعطي قلوبنا

إلا لمن يستحق لمن يثبتون أنهم قادرون على الغوص في أعماق وتقدير مشاعرنا بصدق.

 

 القلب كالنهر


النهر رمز للانسيابية والانفتاح لكنه في الوقت نفسه قد يكون عرضة للاستغلال. فكما يمكن لأي عابر

 سبيل أن يأخذ منه ما يريد دون عناء هناك أشخاص يدخلون حياتنا ويستفيدون من طيبتنا وكرم مشاعر

 ثم يرحلون دون أي تقدير. عندما يكون قلبك مثل ألنهر تصبح المشاعر رخيصة ومتاحة لمن لا يستحق

مما قد يؤدي إلى الألم وخيبة الأمل.

  القلب كالبحر


ألبحر على عكس ألنهر واسع وعميق. لا يستطيع أي شخص أن يشرب منه بسهوله بل يجب أن يكون

مستعدًا للغوص في أعماقه. وهذا يرمز إلى أن القلب يجب أن يكون محاطًا بسور من ألحماية لا يفتح

أبوابه لأي شخص بل فقط لأولئك الذين يملكون الصدق والإخلاص والقدرة على تقدير قيمته. عندما

تجعل قلبك مثل ألبحر فإنك تحتفظ بمشاعرك لمن يستحق فلا تتعرض للاستغلال أو الجرح بسهولة.

  التوازن بين العطاء والحماية


السر في هذه الحكمة هو تحقيق التوازن. لا يجب أن يكون القلب مغلقًا تماما لأن العزلة قد تؤدي إلى

البرود والجفاء. وفي نفس ألوقت لا يجب أن يكون مفتوحًا للجميع لأن ذلك قد يعرّض صاحبه للاستغلال

والانكسار. عليك أن تكون ذكيًا في اختيار من تمنحه سقتك تمامًا كما لا يغامر أحد بالغوص في البحر إلا

إن كان مستعدًا لتحمل مخاطره والوصول إلى كنوزه.


كيف تطبق هذه الحكمة في حياتك؟

 ضع حدودًا لعلاقاتك 

 ليس كل من يقترب منك يستحق أن يعرف أسرارك أو يحصل على مشاعرك.


  اختر من تمنحه قلبك بحكمة

تأكد من أن الأشخاص الذين تثق بهم هم فعلاً جديرون بهذه الثقة.


 تعلم أن تقول "لا"لا 

تسمح لأي شخص أن يستنزف مشاعرك أو يأخذ منك دون أن يقدم لك أي شيء

 بالمقابل.

لا تخف من فقدان بعض الأشخاص

 إذا كان شخص ما يغادر حياتك لأنه لم يستطع الغوص في أعماقف ربما لم يكن مناسبًا لك منذ البداية.


الخاتمة

الحياة ليست مجرد لحظات عابره بل هي تفاعل بين قلوب صادقة وأخرى تبحث عن الاستغلال. لا تجعل

قلبك محطة لكل عاير بل اجعله وجهة نادرة يصل إليها فقط من يستحق. كن مثل ألبحر شامخًا وعميق

واجعل من يدخل حياتك يفهم قيمتك الحقيقة 

 

  في التعامل مع مشاعرنا تكمن في التوازن بين العطاء والحماية. لا تكن قاسيًا فتمنع مشاعرك عن ألجميع ولا تكن

 سهلًا لدرجة أن تصبح مجرد محطة للمارّين. كن مثل ألبحر واسع ألقلب لكنه عميق لا يدخله إلا من يملك القدرة على

الغوص بصدق. فبهذه ألطريقة تحافظ على ككرامتك وتحمي مشاعر وتضمن أن من يدخل قلبك هو من يستحقه فعلًا 

 

  والآن أخبرني! هل سبق وأن تعاملت مع شخص جعل قلبه نهرًا مفتوحًا للجميع وكيف أثرت هذه

التجربة علي شاركني رأيك  فى التعليقات

تعليقات

عدد التعليقات : 0